~|~الجــــــــزء الأول~|~
اولى رسائلي إليكِ
نقشتها بدم قلبي...
الذي طالما احتضنتكِ...
حبيبتي...
إن كان حبكِ قدري..
فهو أجمل قدر...
عشته وسأظل أعيشه
طول العمر...
وإن كان حبكِ غلطة
فسأمضي فيها...
حتى لو لامني كل البشر...
رسالتي الأولى إليكِ...
احبكِ..
أعشقكِ..
يا امراءة لم تعلم يوما...
كيف احبها..
أو كيف أعشقها..
ربما إكون رجلاً أحمقاً يوما..
لو قلبي مال لغيركِ..
او أحب امراءة سوالكِ..
سأظل أكتب وأكتب..
إليكِ..
مادام فيني عرقٌ ينبض...
واليود الذي لم تصلكِ رسائلي إليكِ..
فـ اعلمي أنه كان أخر يوما..
في عمري...
عندها فقط..
لاتنتظريني...
عندها فقط...
سوف تكون...
اخر رسائلي إليكِ...
في الخدمة المدنية.. في مكتب إضافة وإلغاء الأسماء..
وقف شاب في التاسع عشر من عمره يقبل راس رجلاً في الأربعينيات من عمره
أحمد: هلا يبه تو ما نور المكتب
أبو احمد: منورٍ باهله
جلس أحمد خلف مكتبه وجلس والده أمام مكتب ابنه
ابو احمد: يالله سجل الحين الاسم قدام عيوني
احمد: أفا الوالد لهدرجه ما تثق فيني
أبو أحمد وهو يخرج ورقه مطوية من محفظته: الحين سجل هالشكل في دفتر العايلة
..أبو أحمد أمي.. لذلك طلب من احد بناته أن تكتب الاسم الذي يريد اضافته.. لانه يعرف بانه أحمد سيضع الاسم الذي يريده.. ليس عصيانا في والده ولكن عشقا لهذا.. والده يعلم تماما مدى تمسك احمد في هذا الاسم.. لذلك قدم بنفسه..
أحمد: يبه الله يخليك سمها ـــــــ
ضحك أبو أحمد ضحكة مقاطعا ابنه وتحمل الكثير من معاني الحب والاعتذار والتقدير لشخصية ابنه.. فقد علم ما تحمله خفايا روح ابنه الوحيد: ههههه والله انت ربيبي لو اني ما جيت وكتبت الي انا اخترته كان طردتك من البيت.. لاني اعرف انك بتعصيني يوم
أحمد وهو يوقف ويبوس راس ابوه: يبه والي يسلم عمرك سمها
تلكم ابو احمد مقاطعا ابنه ..مقاطعا ترجياته وتوسلاته: يالله يا وليدي سجل مريم وفكني وراي شغل لي شوشت راسي
سجل احمد اسم مريم وهي اخته الصغرى..
للعلم عندنا في السعوديه تضاف الاسماء بعد ان ينتهي من كلا التطعيمات ويخرج له شهادة ميلاد ويبلغ الطفل عمره عاماً كاملا..
خرج ابو احمد تاركا ابنه خلفه.. عابساً... يحمل بين طيات قلبه بقايا الاسم الذي افتنه كثيراً..
دخل رجل يحمل الكثير من الجمال في وجهه.. ولكن الحزن هو ما يشع من ذلك الوجه.. تلك العينان كانت تحكري الما.. وذالك الثغر.. وكان الحنظل هو طعامه اليومي.. لم ارى في حياتي رجلاً بهذا الم.. عيناه تنزف الماً قبل أن ارى دمعه
مسح عواض عيناه بقوه وكانه يريد عصرها بل يريد اقتلاعها وكانه لا يريد مشاهدة فواتن هذا الدنيا..
اخيراً تحدث هذا الرجل الذي لن انساه ما حيت كم اشعر بانه سيحمل لي جميلا لا انسه.. حدسي يخبرني ذالك..
عواض: اخوي ابا اضيف اسمين واحذف اسم
دارة بي الدنيا.. هذه من غرائب هذه المهنه ربما لابد لها ان تدون في تاريخ هذه المهنه.. لم اكن اعلم مالذي ساؤدونه وما الذي ساحذف ولكن الصوره التي اتى بها هذا الغريب.. كانت تدل بانه فقد شخصا ويريد حذفه.. حدسي اخبرني بانها زوجته وربما يحمل لها الكثير من الحب
احمد:ان شاء الله
واخذت الاوراق ولكن صدمت وجدت انه له زوجتان وابنه واحده
احمد: تباني اخذف من
تحدث ذالك الرجل وهو لا يريد التحدث.. ولكن هناك ما منعه اخيرا عن الحديث واشار الي الاسم الذي يريد حذفه كان الثاني في هذا الدفتر
حدفت الزوجه الثانيه بعد ان اراني صك الوفاة.. تفاجئة كثيرا.. لا اطن ان هذا الحزن وهذه الدموع من اجل زوجته الثانيه.. لانه مر سنة كامله على وفاتها..
احمد: اخوي من الكبيره فيهين لاجل اكتب اسمها الاول
عواض: جود الكبيرة
مسكت شهادة الميلاد.. وسجلت الاسم واليوم والشهر والعام الذي ولدت فيه.. هذه ثاني مفاجئه لي مع هذا الرجل.. موعد مولد هذه الفتاة في نفس يوم مولد اختي.. انتهيت من الفتاة الأول.. حملت شهادت الميلاد الثانية.. وكانت الضربه القويه لي من هذا الرجل.. ولهذه الفتاة.. كانت موعد مولدها هو بالوقت والتاريخ يطابق موعد مولد اختي.. ولكن الصفعة القويه هو اسم هذه الفتاة خرق جمجمتي لــِ يدخل ويترك اثرا واضحا وبليغ في ذاكرتي..
احمد: اخوي انت متاكد من الاسم
تكلم بعواض بغضب: ايه يالله سجل عندك
احمد: انزين ممكن تنطقه لي لاجل اتاكد
عواض: دام انك ما تعرف تقراء ليش موظفينك ولا لانهم محتاجين موظفين قاموا يوظفون كل من هب ودب.. ولا شكلك توك متعلم القراءة والكتابه قالوا خلينا نحطه بدل الاجانب الي مالين البلد
احمد: انزين انت اقراءه اعتربني جاهل واقراءه علي
عواض: اسمها زريبه ياجاهل
احمد: وهذا انا الي قرائته
عواض: اجل ليش تنشد دام انك تعرف تقراء
احمد: ممكن سوال
عواض ومن غير نفس:تفضل
احمد: ليش تبي تسميها زريبه
عواض: لانها قبيحه واسوى ما طاحت عيني عليه
تكلم احمد بمكر: اجل اش رايك تسمها جودي
عواض بتعجب: ليش
احمد: انت بتسمها زريبه وانا اقول لو تسمها جودي وهذا الكلمة هي بالانقليزي ومعناتها الخنزيرة الصغيرة..
ضحك عواض رغم المه: انزين وشهادة الميلاد
احمد: انا اعرف واحد شغال في نفس المستشفى وبتقدم انت خطاب وهو بيغيرون الاسم
عواض: لا مافيني على الروحه والجاية
احمد: انا اوديك إلهُ الحين واردك.. وما يخذ من وقت
عواض: دام انت الي بتوديني بروح وانا ما عندي سيارة.. ولو عندك اسم اقبح من كذا خبرني عليه وبسميها
ضحك احمد ضحك مريحه وهو راضي تماما على الي بيسويه: انت شايف في شي اقبح من الخنزير
عواض: والله انك صادق
استاذن احمد من العمل وراح المستشفى.. ودخل على ولد عمه وخبره باالموضوع.. وطبعا ولد عمه عارف مشكلة احمد مع ابوه لاجل الاسم.. وساعده تعاطفا من زريبه اولا وجميلة لأحمد ثانياً
رجعوا المكتب وسجل اسم جودي بدلا من زريبه
وخرج عواض
وابتسم احمد ابتسامت نصر وخرج روايه كان يقراء فيها وكانت بعنوان عنتر بن شداد
فتحت الصفحة الاولى وكتب على طرف اسمها
زيدني عشقاً.. يا اقبح امراءة في نظراتي ابـــِكِ
زيدني عشقاً.. يامن خططة لأجلكـِ احلى ايام سنيـــِني
.. يامن زرعتي ألغام الحب بلا رحمة
.. يا من حاربت العالم لأجلكِ بلا عقلٍ
احترتُ في وصفكِ سيدتي..
يكفي قوّلِي معذبتــــــــــي.. لا لا لا بل معذبةُ قلوب الرجالِ..
....ما ادري مواثره فيني هالاغنيه ومعضم الي اكتبه الحنها عليها واضل اغنيها لين نسيت كلمات الاغنيه الحقيقيه وانتوا بعد لحنوها باغنية كاظم الساهر...مداخله من الكاتبة إيميلياأمل..
انتهى الدوام وخرج احمد وهو راضي على نفسه وعلى الي عمله كل الرضى وهو يدعوا لجودي كل الدعوات الصالحه والامنيات السعيده واتجه لمكان لا يعلم لا اين ولكن اخر شي وقف السيارة في منطقة نائة.. خالية من السكان.. وقف امام البحر تنفس نسيم البحر بهدوء وسرور...وطار شماغه وصار يجري وراه يجري وراه بس ما لحقه وركب سيارة ومو مهتم بها اذا راح تغرز ولا لا ومشي وراى الشماغ هدى الجو وطاح الشماغ على الارض معلناً الاستسلام ونزل واخذ الشماغ وهو يضحك على الي جالس يسويه وتقريبا ابتعد مسافة ثالث كيلو متر عن البحر..
أنا مجمع كم ريال وأعتقد انها تكفي اني اشتري هالارض راح ابنيها ولو عيش لوحدي فيها..
بالفعل الشترى احمد الأرض.. وتركها وغادر البلاد لأنه جاته البعثه وسافر لبريطانية يكمل دراسة البكالوريس..
انتهى عام 1411هـــــــ بسلام انتهت وطوت صفحاتها
معلنة الرحيل.. وابتداء طريق جديد.. طريق مجهول..
============
يتبع----->>>>>
انتظر ردكم